من بطونها لعابا هُوَ شِفَاء فَاقْتضى ذَلِك ذكرا بليغا فختم الْآيَة بالتفكير
٢٥٩ - قَوْله ﴿وَترى الْفلك مواخر فِيهِ ولتبتغوا﴾ مَا فِي هَذِه السُّورَة جَاءَ على الْقيَاس فَإِن الْفلك الْمَفْعُول الأول لترى ومواخر الْمَفْعُول الثَّانِي وَفِيه ظروف وَحقه التَّأَخُّر وَالْوَاو فِي ﴿ولتبتغوا﴾ للْعَطْف على لَام الْعلَّة فِي قَوْله ﴿لتأكلوا مِنْهُ﴾ وَأما فِي الْمَلَائِكَة فَقدم ﴿فِيهِ﴾ مُوَافقَة لما قبله وَهُوَ قَوْله ﴿وَمن كل تَأْكُلُونَ لَحْمًا طريا﴾ فَوَافَقَ تَقْدِيم الْجَار وَالْمَجْرُور على الْفِعْل وَالْفَاعِل وَلم يزدْ الْوَاو على ﴿لتبتغوا﴾ لِأَن اللَّام فِي لتبتغوا هُنَا لَام الْعلَّة وَلَيْسَ بعطف على شَيْء قبله ثمَّ إِن قَوْله ﴿وَترى الْفلك مواخر فِيهِ﴾ فِي هَذِه السُّورَة ﴿فِيهِ مواخر﴾ فِي فاطر اعْتِرَاض فِي السورتين يجْرِي مجْرى الْمثل وَلِهَذَا وحد الْخطاب فِيهِ وَهُوَ
قَوْله ﴿وَترى﴾ وَقَبله وَبعده جمع وَهُوَ قَوْله ﴿لتأكلوا﴾ ﴿وتستخرجوا﴾ ولتبتغوا ﴿وَالْمَلَائِكَة﴾ ﴿تَأْكُلُونَ﴾ ﴿تستخرجون﴾ وَمثله فِي الْقُرْآن كثير ﴿كَمثل غيث أعجب الْكفَّار نَبَاته ثمَّ يهيج فتراه مصفرا﴾ وَكَذَلِكَ ﴿تراهم ركعا سجدا﴾ ﴿وَترى الْمَلَائِكَة حافين من حول الْعَرْش﴾ وَأَمْثَاله أَي لَو حصرت أَيهَا الْمُخَاطب لرأيته بِهَذِهِ الصّفة كَمَا تَقول أَيهَا الرجل وكلكم ذَلِك الرجل فَتَأمل فَإِن فِيهِ دقيقة
٢٦٠ - قَوْله {وَإِذا قيل لَهُم مَاذَا أنزل ربكُم قَالُوا أساطير