الْأَوَّلين} وَبعده ﴿وَقيل للَّذين اتَّقوا مَاذَا أنزل ربكُم قَالُوا خيرا﴾ إِنَّمَا رفع الأول لأَنهم أَنْكَرُوا إِنْزَال الْقُرْآن فعدلوا عَن الْجَواب فَقَالُوا ﴿أساطير الْأَوَّلين﴾ وَالثَّانِي من كَلَام الْمُتَّقِينَ وهم مقرون بالوحى والإنزال فَقَالُوا ﴿خيرا﴾ أَي أنزل خيرا فَيكون الْجَواب مطابقا
وَخيرا نصب بأنزل وَإِن شِئْت جعلت خيرا مفعول القَوْل أَي قَالُوا خيرا وَلم يَقُولُوا شرا كَمَا قَالَت الْكفَّار وَإِن شِئْت جعلت خيرا صفة مصدر مَحْذُوف أَي قَالُوا قولا خيرا وَقد ذكرت مثله مَا زَاد فِي موضعهَا
٢٦١ - قَوْله ﴿فلبئس مثوى المتكبرين﴾ لَيْسَ لَهُ فِي الْقُرْآن نَظِير الْفَاء للْعَطْف على فَاء التعقيب فِي قَوْله ﴿فادخلوا أَبْوَاب جَهَنَّم﴾ وَاللَّام للتَّأْكِيد يجْرِي مجْرى الْقسم مُوَافقَة لقَوْله ﴿ولنعم دَار الْمُتَّقِينَ﴾ وَلَيْسَ لَهُ نَظِير وَبَينهمَا ﴿ولدار الْآخِرَة خير﴾
٢٦٢ - قَوْله ﴿فَأَصَابَهُمْ سيئات مَا عمِلُوا﴾ هُنَا وَفِي الجاثية ٣٣
وَفِي غَيرهمَا ﴿مَا كسبوا﴾ لِأَن الْعَمَل أَعم من الْكسْب وَلِهَذَا قَالَ ﴿فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة خيرا يره﴾ ﴿وَمن يعْمل مِثْقَال ذرة شرا يره﴾ وخصت هَذِه السُّورَة لموافقة مَا قبله وَهُوَ قَوْله ﴿مَا كُنَّا نعمل من سوء بلَى إِن الله عليم بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ﴾ ولموافقة مَا بعده وَهُوَ قَوْله ﴿وَتوفى كل نفس مَا عملت﴾ وَفِي الزمر ٧٠ وَلَيْسَ لَهَا نَظِير