٣٦٦ - قَوْله ﴿ستجدني إِن شَاءَ الله من الصَّالِحين﴾ وَفِي الصافات ﴿من الصابرين﴾ لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة من كَلَام شُعَيْب أَي من الصَّالِحين فِي حسن المعاشرة وَالْوَفَاء بالعهد وَفِي الصافات من كَلَام إِسْمَاعِيل حِين قَالَ لَهُ أَبوهُ ﴿إِنِّي أرى فِي الْمَنَام أَنِّي أذبحك فَانْظُر مَاذَا ترى﴾ فَأجَاب ﴿يَا أَبَت افْعَل مَا تُؤمر ستجدني إِن شَاءَ الله من الصابرين﴾
٣٦٧ - قَوْله ﴿رَبِّي أعلم بِمن جَاءَ﴾ وَبعده ﴿من جَاءَ﴾ بِغَيْر
بَاء الأول هُوَ أم الأجه لِأَن أفعل هَذَا فِيهِ معنى الْفِعْل وَمعنى الْفِعْل لَا يعْمل فِي الْمَفْعُول بِهِ فزيد بعده بَاء تَقْوِيَة للْعَمَل
وَخص الأول بِالْأَصْلِ ثمَّ حذف من الآخر الْبَاء اكْتِفَاء بِدلَالَة الأول عَلَيْهِ وَمحله نصب بِفعل آخر أَي يعلم من جَاءَ بِالْهدى وَلم يقتض تغييرا كَمَا قُلْنَا فِي الْأَنْعَام لِأَن دلَالَة الأول قَامَ مقَام التَّغْيِير
وَخص الثَّانِي بِهِ لِأَنَّهُ فرع
٣٦٨ - قَوْله ﴿لعَلي أطلع إِلَى إِلَه مُوسَى﴾ وَفِي الْمُؤمن ﴿لعَلي أبلغ الْأَسْبَاب﴾ ﴿أَسبَاب السَّمَاوَات فَأطلع إِلَى إِلَه مُوسَى﴾ لِأَن قَوْله ﴿أطلع إِلَى إِلَه مُوسَى﴾ فِي هَذِه السُّورَة خبر لعَلي وَجعل قَوْله ﴿أبلغ الْأَسْبَاب﴾ فِي الْمُؤمن خبر لعَلي ثمَّ أبدلت مِنْهُ ﴿أَسبَاب السَّمَاوَات﴾
وَإِنَّمَا زَادهَا ليَقَع فِي مُقَابلَة قَوْله ﴿أَو أَن يظْهر فِي الأَرْض الْفساد﴾ لِأَنَّهُ ﴿زعم﴾ أَنه إِلَه الأَرْض فَقَالَ ﴿مَا علمت لكم من إِلَه غَيْرِي﴾ أَي فِي الأَرْض أَلا ترى أَنه قَالَ ﴿فَأطلع إِلَى إِلَه مُوسَى﴾ فجَاء على كل سُورَة مَا اقْتَضَاهُ مَا قبله