ومن صفات الله تعالى الديان، وقيل من أسمائه، وفي معناه يقول ابن منظور :( هو القهار، وقيل : هو الحاكم، والقاضي، وهو فَعَّال من : دان الناس ؛ أي : قهرهم على الطاعة، يقال : دنتهم فدانوا ؛ أي قهرتهم فأطاعوا.. ومنه : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، أي : أذلها واستعبدها، وقيل : حاسبها، وفيه : ثلاثة حق على الله عونهم _ منهم : المدين الذي يريد الأداء، والمديان : الكثير الدين، الذي علته الديون، وهو مفعال من الدَّين للمبالغة ) ( ٢٤)
القرض:
( وهو نوع من السلف، وهو جائز بالسنُّة والإجماع وقيل : هو كل ما يضمن بالمثل عند الاستهلاك، وقيل : هو في اللغة : ما تعطيه لتتقاضاه، وقيل : هو دفع المال لمن ينتفع به على أن يرد بدله )(٢٥)
ويصح القرض بلفظ السلف، والقرض ؛ لورود الشرع بهما.
أما الفرق بين القرض والدين : فهو أن القرض أكثر ما يستعمل في العين والورق، وهو أن نأخذ من مال الرجل درهماً لترد عليه بدله درهماً، فيبقى ديناً عليك إلى أن ترده ؛ فكل قرض دين، وليس العكس، وذلك أن أثمان ما يشترى بالنسئ ديون وليست بقروض، فالقرض يكون من جنس ما اقترض وليس كذلك الدين ) (٢٦ )
ويجوز أن نفرق بينهما فنقول : قولنا : يداينه، يفيد أنه يعطيه ذلك ليأخذ منه بدله، ولهذا يقال : قضيت قرضه، وأديت دينه، وواجبه، ومن أجل ذلك أيضاً يقال: أديت صلاة الوقت، وقضيت ما نسيت من الصلاة ؛ لأنه منزلة القرض. (٢٧)
السلم :
بالتحريك : السلف، وأسلم في الشيء، وسلم، وأسلف، بمعنى واحد، والاسم : السلم وهو أن يعطي ذهبا وفضة في سلعة معلومة إلى أمد معلوم، فكأنك قد أسلمت الثمن، بمعنى السلف، ويقول : الإسلام لله عز وجل، كأنه ضن بالاسم الذي هو موضع الطاعة، والانقياد لله عز وجل عن أن يسمى به غيره، وأن يستعمل في غير طاعة الله، ويذهب به إلى معنى السلف. ( ٢٨ )


الصفحة التالية
Icon