ونخلص من كل ذلك أن هذا النداء يحمل عدة معانٍ :
١ - عموميته ؛ حيث يدخل فيه القريب والبعيد.
٢ - تذكير المنادى بما التزم به من إيمان ؛ ليكون دافعاً له إلى التسليم والطاعة.
٣ - الإلماح إلى نقص إيمانهم ؛ فما زالوا يُؤمرون ويُنهون ؛ ففي التزامهم إكمال لهذا الإيمان
، وإتمام لهذا البناء.
٤ - إرفاق كل ذلك بالتشريف، والتقدير، فهم موصولون بالله تعالى، لمباشرته ندائهم.
تلك بعض المعاني الملحوظة من خلال هذا النداء.
******
فقه دلالة أداة الشرط في قوله تعالى ( إذا تداينتم بدين )
يرى النحاة أن هذه الأداة ليست نصا في الشرط، ( والسبب الذي من أجله لا يستخدمونها في الشرط أنها تجيء وقتاٍ معلوماً، ومعنى ذلك أنها إنما تعيّن نقطة التقاء حدثين في المستقبل، دون أن تجعل حدوث أحدهما مشروطاً بحدوث الآخر، ولكنها في الشعر تضطلع بتلك الوظيفة الشرطية، فتجمع إلى تعيينها نقطة التقاء الحدثين في المستقبل ترتب حدوث أحدهما على الآخر. ( ٤٨ )
( والنحاة يشعرون بأن الأصل في الأدوات الشرطية العمل، وأن الجزم سمة من سمات الأداة الشرطية، لذلك وصفوا الأدوات العوامل بأن ّ فيها معنى الشرط )( ٤٩ ).


الصفحة التالية
Icon