نحياه الآن ؛ فالمعاملات التجارية جلها الآن تقوم على الديون، حتى أصبح البيع الناجز هو الاستثناء، وهنا تكمن الخطورة.
البيان بالفعل: " تداينتم "
وهو فعل ماضٍ مبني على السكون ؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك، مع وجود الميم الدالة على الجمع، والفعل على وزن ( تفاعلتم )، وهو بمعنى :" اداينتم " وكل منهما يأتي بمعنى الآخر، مثل :( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة: ٧٢).
قال الزركشي :( هو تفاعلتم، وأصله : تدارأتم، فأريد منه الإدغام تخفيفاً، وأُبدل من التاء دالٌ فسكن للإدغام، فاجتُلبت لها ألف الوصل، فحصل على " افّاعلتم " ) ( ٥٢ ).
والأصل في الصيغتين، أعني ( افّاعلتم، وتفاعلتم ) هي الثانية، وهي التي معنا في ( تداينتم ) ؛ لأن الأولى حدث فيها إدغام، وهو لاحق على عدم الإدغام، كما أن في ألف الوصل، وهي مجلوبة للنطق بالساكن ؛ ولذلك اوِّل المفسرون صيغة ( افاعلتم ) بـ ( تفاعلتم ).
ومن ذلك قول الطبري في قول الله تعالى :( حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً َ) (لأعراف: ٣٨).
: إنما هو تداركوا ) ( ٥٣ ).
وفي نحو: ( اثّاقلتُم ) يقول القرطبي :( أصله : تثاقلتم ) أُدغمت الثاء في التاء لقربها منها، واحتاجت إلى ألف الوصل لتصل إلى النطق بالساكن، ومثله :( اداركوا، وادّارأتم، واطّيرنا، وازّينت ) ( ٥٤ ).


الصفحة التالية
Icon