زمرة هذه المجموعة _ مجموعة الدين _ حيث ناله قسط وفير من الزجر والتهديد ؛ لتوقُّف ثبوت أو ضياع الحقوق على كتابته، .......
أدخلته لأن عليه عبئاً كبيراً مادام قد رضي الكتابة.
وعليه ؛ فالأمر المفهوم من قوله :" ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله " لا يحتمل إلا وجهاً واحداً وهو أنه فرض عين ؛ لأن ضد ذلك يعني أنه خان الأمانة، وكتب ليس كما علمه الله، وتلك جريمة تضيع بسببها الحقوق، ويشيع بسببها الفساد.
وقد توجه النهي إلى صيغة الغائب " لا يأب "، والأصل في النهي أن يكون لمخاطب، لكن لما كان الكاتب حاضراً في السياق من خلال قوله تعالى :" فاكتبوه "، وقوله تعالى " وليكتب بينكم كاتب " صح أن يُسند النهي إليه بعد حضوره البارز من قبل.
الصورة التشبيهية في هذه الجملة :
يرى بعض العلماء أن الكاف هنا للتعليل، ويقول :" كما علمه الله " ؛ أي : لأجل ما علمه الله تعالى من كتابة الوثائق، وتفضل به عليه، وهو متعلق بـ
" يكتب "، والكلام على حد قوله :" وأحسن كما أحسن الله إليك "، أي : لا يأب أن يتفضل على الناس بكتابته، لأجل أن الله تعالى تفضل عليه وميَّزه " ( ٨٤ ).
" والقول بدلالة الكاف عموماً على التعليل قليل عند النحاة وقيده جماعة بأن تكون الكاف مكفوفة بـ " ما " نحو :( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ ) (البقرة: ١٥١)
ونحو :( وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ) (البقرة: ١٩٨)
وهؤلاء لم يقولوا بأنها للتعليل في -كما علمه الله - : لأن " ما " مصدرية ( ٨٥ )


الصفحة التالية
Icon