فالضمير في " أجله " عائد إلى المدين، أي الأجل الذي ضربه للدائن لأنه أعلم بموعد سداده، وقدرته على هذا السداد، فجعل الأجل وتحديده من خصائصه ؛ حتى لا يكون له عذر عند حلوله.
وتكرار ذكر الأجل ؛ لأن السياق سياق سأم من الكتابة، مما يُشعر بالتهاون في الضوابط السابقة، فأعيد التنصيص على الأجل ؛ لبيان أنه لا فرق بين ما سبق وما هو لاحق، فالحق أحق أن يتبع.
******
التحريض بالخبر في جملة
( ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا )
هذه جملة تحريضية، جاءت بعد تتابع الأوامر والنواهي، وكأنها علمت أن النفوس قد زادت عليها الأعباء فجاءت بما يقويها ويشد من أزرها، وهذه الجملة مكونة من مبتدأ وهو " ذلكم "، وعدة أخبار معطوف بعضها على بعض.
ولنقف أولاً على هذا المبتدأ وهو " ذلكم " حيث تكون منة [ذا، واللام، وكم ].
أما " ذا ".
فهي اسم إشارة " والإشارة هنا تعود إلى أقرب مذكور، وهو : الكتابة، وقيل : الكتابة والاستشهاد، وجميع ما تقدم مما يحصل به الضبط ] ( ١٤٣).
ومعلوم أن اسم الإشارة يفيد وضوح المشار إليه حتى كأن المخاطب ينظر إليه، أوأن اسم الإشارة هنا يعيد أطراف المعاملة إلى رؤية ما وضع من ضوابط مرة أخرى، ليتبينوا ما فيه، وكأنها مراجعة أخيرة للدين ومن هو الذي عليه الحق ومن هو صاحب الحق، ومتى السداد.... إلخ
إنها مراجعة سريعة، أو نظرة أخيرة للأمر جملة قبل انفضاض الموقف | كل ذلك مفهوم من قوله " ذلكم " |
من كتابة الدين على يد كاتب، وشهود عدول، وتحديد موعد السداد | وغير ذلك من الضوابط الدالة على ندرة تحققها كاملة. |