(جـ: واحتجوا كذلك بما روي عن الحسن، أَن عمر - رضي الله عنه - جمع الناس على أُبي بن كعب، فكان يصلي لهم عشرين ركعة، ولا يقنت بهم إِلا في النصف الثاني، فإِذا كان العشر الأَواخر من رمضان، تخلف أُبيٌّ فصلى في بيته، فكانوا يقولون أَبق أُبيّ) انتهى. وعلق في حاشيته بقوله: (المغني ٢/ ١٦٧، لابن قدامة الحنبلي، وذكر أَنه رواه أَبو داود) انتهى بنصه. وإِليك ما في ((المغني)): (٢/ ١٦٧): (وقد روى الحسن أَن عمر جمع الناس على أُبّيِ بن كعب فكان يصلي لهم عشرين ليلة ولا يقنت بهم إِلا في النصف الباقي... ) اهـ. إِلى آخر ما تقدم. ومن المقابلة بين النصين نجد أَن ما ذكره ابن قدامة من رواية الحسن عن عمر – رضي الله عنه - هو بلفظ: ((عشرين ليلة))(١). والكاتب حرفها بلفظ: ((عشرين ركعة)) لتدل على المراد، وإِلا لم يكن في الرواية دلالة على العشرين فهذا تحريف ظاهر. وهذا الأَثر بنصه في: ((سنن أَبي داود)): (برقم: ١٤٢٩) باللفظ الذي ذكره ابن قدامة في ((المغني)): ((عشرين ليلة)). وهذا الأَثر مرسل ظاهر الإِرسال، لأَن الحسن البصري – رحمه الله تعالى - وُلد عام ٢١هـ. وعمر - رضي الله عنه - تُوفي عام ٢٣هـ فأَنّى للحسن – رحمه الله تعالى - الرواية عن عمر – رضي الله عنه - ؟! ولو نظر هذا المسكين في رسالة العلامة الشيخ إِسماعيل الأَنصاري المطبوعة في صلاة التراويح عشرين ركعة، لعلم كيف تقام الأَدلة بأَقلام الأُمناء.
تنبيهات
الأَول: في هذه الرسالة: ((الهدي النبوي)) أَرضى عاطفته بعبارات تجديع من السخرية، والسخف، وبذيء اللفظ، وخفيفه مما لا يكون إِلا من خفيف

(١) انظر : الرد على الصابوني فيما أسماه :((الهدي النبوي الصحيح))، بقلم محمد العجمي.


الصفحة التالية
Icon