الثاني: تحريفه هذا تحدوه عصبية مذهبية، وكم للمتعصبة من مواقف يؤذون بها أَنفسهم، ويزرون بها، ويفتضحون بها، ومن الأَمثلة على هذا تنبيهات في حواشي العلامة المعلمي – رحمه الله تعالى - على تحريفات في مواضع من بعض مخطوطات كتاب ((الجرح والتعديل)) لابن أَبي حاتم، ومنها ما في: (٨ / ٤٤٩، برقم: ٢٠٢٦) في ترجمة الإَمام أَبي حنيفة – رحمه الله تعالى - قال ابن أَبي حاتم: (حدثني أَبي: قال: سمعت محمد بن كثير العبدي، يقول: كنت عند سفيان الثوري، فذكر حديثاً، فقال رجل: حدثني فلان بغير هذا، قال: من هو؟ قال: أَبو حنيفة، قال: أَحلتني على غير مليء) اهـ.
قال المعلمي – رحمه الله تعالى - تعليقاً على قوله (أَحلتني على غير مليء):
(هكذا في الأَصلين، ولكن بعض المطالعين في ((ك)) حاول التغيير فطمس على الكلمتين، وكتب ((على مليء))، والأَصل يلوح من تحت الطمس، وقد حكاها الخطيب في: ((تاريخ بغداد)): (١٣ / ٤١٧)، عن المؤلف، فقال: ((على غير مليء)).) اهـ. وأَبو حنيفة: النعمان بن ثابت إِمام مَلِيء وَمُلِيء عِلْماً – رحمه الله تعالى -، وإِمامة أَي إِمامٍ عندنا لا تقتضي تحريف النصوص. وإِذا أَردت الأَمثلة على ذلك محررة فانظرها في كتاب: ((التنكيل لما في تأَنيب الكوثري من الأَباطيل)) فقد ذكر من خياناته في النقل أَمثلة مهمة منها: أَن عبد الصمد بن المعَدَّل قال في أَخيه مدحاً له: أَطاع الفريضة والسنة...... البيت... إِلخ. فقال هذا الأَفاك (الكوثري): (أَضاع الفريضة والسنة) البيت... ليقلبه قدحاً لهواه وتعصبه


الصفحة التالية
Icon