ومنها في ترجمة: ((الوضاح بن عبد الله)) قال فيه على بن عاصم: (وضاح ذاك العبد) هكذا عند من ترجمه، فاهتبل (الكوثري) التصحيف في طبعة ((التهذيب))، (وضاع ذلك العبد)، وصرف بصره عن النص في النسخ الأُخرى وذكر هذا اللفظ المصحف (وضاع ذاك العبد) للنقلة الكبيرة من التعديل إِلى التجريح، وهكذا في عدة أَلفاظ يقلبها من التعديل إِلى التجريح وعكسه مما وافق هواه. وتجد أَمثلتها في ((طليعة التنكيل))، وفي ((التنكيل)) للمعلمي: (١ / ٥٣، ٦٤) وغيرهما.
والله المستعان. وفي كتاب ((رد الكوثري على الكوثري)) لأَحمد بن الصديق الغماري، أَمثلة كثيرة، وشهد شاهد من أَهلها في جوانب من الاعتقاد. وهذه سلسلة الفساد ووسيلة الإِفساد للعلوم ولا سيما الشرعيات، ترها متتابعة لدى ((أَهل الأَهواء))، ولا نزال نطلع على خائنة منهم من وقت إِلى آخر. ومنها: لتلميذ هذه (المدرسة) ما ذكره في: (ص / ٢٢٢) من تعليقه في زياداته على ((مسند عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى -)) للباغندي: حيث ذكر نقلاً عن القاضي البيضاوي في جواز بناء المساجد على القبور استظهاراً للأَرواح والبركة، وذلك بواسطة ((فيض القدير)) للمناوي: (٤ / ٤٦٦). والمناوي لما نقل هذا عن البيضاوي تعقبه، فأَسقط هذا التلميذُ التعقيب. فأَين الأَمانة؟! احذرهم أَن يفتنوك.