وعلى هذا كل طبعات الرسالة التي بين أَيدينا، وهذا ما يناسب عقيدة ابن أَبي زيد القيرواني – رحمه الله تعالى - في: ((اجتماع الجيوش الإِسلامية)): (ص / ٥٢، ١٥٠) الطبعة الأَخيرة. والله أَعلم.
وبالجملة فاحتجاج محمد الصابوني المذكور بهذا الأَثر، أَثر الحسن – رحمه الله تعالى-: فيه جهل بمنزلته سنداً، وتحريف ظاهر للفظه. أَما ورود هذا الأَثر بهذا اللفظ في مراجع أُخرى فهذا محل بحث.
* * *
ثانياً: مسه عقيدة التوحيد بما ينابذها
إِن أَعظم خطر في الكتب الثلاثة: ((الصفوة)) و((المختصرين)) هو تحريفه(١) لتفسير آيات في صفات الله عزَّ وجلَّ خلافاً لعقيدة السلف بما لا يقول به الإِمامان الحافظان: ((ابن جرير))، و((ابن كثير)) –رحمهما الله تعالى-، وإِخراجه لهذين المختصرين على أَن هذا مختصر ما يقرره ((ابن جرير))، وذلك مختصر ما يقرره ((ابن كثير))، وصفوة ما لدى السلف وهم من تأْويل الخلف برآء، وقد علم أَن ابن جرير، وابن كثير يجريان التقرير لآيات الأَسماء والصفات على قاعدة السلف المطردة: الإِيمان بحقائقها(٢) على الوجه اللائق بالله تعالى، وإِجراؤها على ظاهرها من غير تكييف، ولا تمثيل، ولا تحريف(٣). والمتعين أَن المخْتَصِرَ لا يخالف ما قرره صاحب الأَصل، بل المحافظة والالتزام بنصه، كما أَن تقرير الخلف في ((الصفوة)) نسف لمذهب السلف فلا حول ولا قوة إِلا بالله العزيز الحكيم.
(٢) في معنى الحقيقة، انظر: ((فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية)): (٥ / ٢٠٠، ٢٠٢) فهي ((اللفظ المستعمل فيما وضع له)).
(٣) انظر: المرجع السابق: (٣ / ١٦٥، ١٦٨).