ولعله قد تجلت للبصير الدلائل على هذا في ((التحذير)) أَما في رده هذا ((كشف الافتراءات)) فقد ضاعف التدليل، وقطع الشك – إِن كان له بقية – باليقين، لأَن رده هذا هو نهاية ما عنده، والعبرة بكمال النهاية. وقد بَدَا من حقه أَن يسمى ((رد الصابوني على الصابوني)) وكنت رتبت تعقبه والرد عليه، لكني رأَيت أُموراً عظاماً لا يتحلى بها مخلوق فيستحق أَن يشتغل بالرد عليه، لأَن مدار القول: ((الصدق، والعدل))، وسترى مدى ضعفهما في ((كشف الافتراءات.)). أَعاذنا الله جميعاً من مرض الشهوة، والشبهة، آمين.
وإِلى تجلية الحقائق الآتية:
أَولاً: اتخذ من كتابه هذا: وعاء لبخس الناس أَشياءهم، ونهش أَعراضهم، إِثر التقول منه على بعض حيناً، والتغالط على آخرين أَحياناً، ثم جمع نفسه ((فطمَّ الوادي على القرى)) إِذ وقع في ((أَهل جزيرة العرب)) في قاعدتها، ومخاليفها، وضفافها بل وخارجها من كل وارث لعلم السلف، سالكٍ لجادتهم في ((الاعتقاد والقدوة)) من أَنه لاَ هَمَّ لَهُم إِلا التضليل، والتكفير، وطلب الشهرة، والسباب باسم النصرة لمذهب السلف، وهكذا في عبارات متوترة، وكلامٍ نحسٍ لا يصدر إِلا من خفيف الرأْس... عليه بنى هذا ((الهَجَّامُ)) كتابه كما في مقدمته، (ص / ١٨٠، ١٨٢) ومواضع منه يأْتيك خبرها، هكذا موقفه – حسيبه الله – ولكن:
ما يضر البحر أَمسى زاخراً * * أَن رمى فيه غلام بحجر