كما قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - بعد سياق هذه الآية في ((الصواعق المرسلة)): (١ / ٢٥٢، ٢٥٣): ( والصحابة متنازعون في تفسير الآية، هل المراد الكشف عن الشدة أَو المراد بها أَن الرب تعالى يكشف عن ساقه، ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيها يذكر أَنه من الصفات أَم لا في غير هذا الموضع، وليس ظاهر القرآن ما يدل على أَن ذلك صفة لله، لأَنه سبحانه لم يضف الساق إِليه، وإِنما ذكره مجرداً عن الإِضافة منكراً، والذين أَثبتوه ذلك صفة، كاليدين، والأُصبع لم يأَخذوا ذلك من القرآن، وإِنما أَثبتوه بحديث أَبي سعيد الخدري المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل، وفيه: ((فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجداً)). ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى: ؟ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ؟. فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه، وأَيضاً فهناك تحدث الشدة وتشتد، ولا تزال إَلا بدخول الجنة، وهناك لا يدعون إَلى السجود وإِنما يدعون إِليه أَشد ما كانت الشدة).. انتهى
هذه خلاصة ما قيل في هذه الآية الكريمة من تفسير، لكن هذا الكاتب آذى نفسه في مختصراته، وفي دفعه ((كشف الافتراءات)): (ص / ١٢، ٣١) بمواقف فيها أُمور:
١- لَمَّا ذكر تفسير الآية على القول الأَول، قال: إِن من تعقبه، وصفه بالبدعة والضلالة لَمَّا فسر الآية بذلك (ص / ١٢، ٢٢).
وذكر أَنه يلزم على هذا الحكم بالبدعة والضلالة على من يفسرها بذلك من الصحابة فمن بعدهم (ص / ١٨، ٢٨- ٢٩)، وأَن هذا من السفه والجهل.. (ص / ١٨، ١٩)، إِلى آخر أَلفاظ نثرها من بضاعته.
وقد افترى – والله - إِثماً مبينا، فلم يصفه واحد منهما أَو أَشار بشيء من ذلك، فصار بفعله يستحق الوصف بمن (يخلق ما يقول).


الصفحة التالية
Icon