وأَما الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - فقال في ((تفسيره)) (٣ / ٩٩):
(وذهب كثيرون إِلى أَنه لم يكن نبياً بل كان ولياً) اهـ.
ولم يقل: وذهب الأَكثرون فتنبه؟ والكاتب لا يفرق بين الصفتين فقال (ص / ٤٣): (كما صرح الحافظ ابن كثير بأَن هذا قول الأَكثرين -ثم ذكره) اهـ. وهذا تغالط عليه فسقط التحجج به.
وأَما المحلِّي - رحمه الله تعالى - في كلامه إِجمال مانع من فهم المراد بالعلماء هل هم علماء الصوفية فنعم، أَو العلماء المحققون فلا؟
فالحال كما ترى: ابن كثير لم يعزه للجمهور (الأَكثرين)، والمحلِّي ناقل فعن مَنْ؟ وابن تيمية فتواه هذه تناقضها فتاواه الأُخرى، وأُصوله السنية التي درج عليها، فهذه الفتوى - إِن كانت له - فهي مهجورة لم يحصل عزوها إِليه قبل ولا حكاية مضمونها عنه من معتبر. فكل هذه سياقات من متشابه القول، وضعف التحقيق، لدى هذا الكاتب فنعوذ بالله من الهوى.
تنبيه مهم:
في ((تفسير ابن كثير)): (٣ / ٩٩)، قال ما نصه:
(وذكروا في ذلك - أَي في حياة الخضر - حكايات وآثاراً عن السلف وغيرهم، جاء ذكره في بعض الأَحاديث، ولا يصح شيء من ذلك، وأَشهرها أَحاديث التعزية، وإِسناده ضعيف) انتهى. والكاتب في ((مختصر تفسير ابن كثير)): (٢ / ٤٣٢) حذف هذا المقطع النفيس من كلام ابن كثير، وهو تحقيق بالغ من حافظ بارع. هذا مع أَن الكلام الذي عزاه إِلى ابن كثير (ص / ٤٣) ليس بسياق ابن كثير؟ والله المستعان
الثانية: أن الكاتب قال في ((كشف الافتراءات)) (ص / ٤٢):
(لقد التزمت في تفسيري، بمذهب الجمهور، فكل مسأَلة خلافية أَرجح القول الأَقوى، وهو مذهب الجمهور، لأَن يد الله مع الجماعة، ولا تجتمع أُمة محمد على ضلالة، كما جاء في الحديث الشريف، فالغالب أَن يكون ما ذهب إِليه الأَكثرون هو الأَصح والأَرجح، مع عدم الجزم والقطع بأَن هذا هو الصواب وحده ) انتهى.