إِنه هجر المشهور المعتبر، بتناقل الكافة له، من كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- من أَن الخضر - عليه السلام - غير حي، وأَنه قد مات كغيره من البشر. وهذا هو ما ذكره في ((الفتاوى)) (٢٧ / ١٠٠) قال: (والصواب الذي عليه المحققون أَنه ميت... ) اهـ. ثم ساق الأَدلة بجلاء، وانظر: ((الفتاوى)) (٤ / ٣٣٧)، وكتاب الزيارة له (ص / ٤٢)، وهو الذي حكاه عنه أَخص الناس به تلميذه ابن القيم كما في ((المنار المنيف)) (ص / ٦٨). والقول بوفاته وأَنه لم يدرك بعثة النبي - ﷺ -. هو اختيار المحققين من أَهل العلم منهم: البخاري، وإِبراهيم الحربي، وابن المنادي، والشرف المرسي، وأَبو طاهر العبادي، وأَبو يعلى القاضي، وأَبو الفضل بن ناصر، وابن العربي، وابن النقاش، وابن الجوزي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهم. وقال ابن القيم في ((المنار المنيف)): (ص / ٦٧): (لم يصح في حياته حديث واحد) اهـ. وقرر ذلك من قبل من أَنه لم يصح في حياته حديث: ابن دحية، وابن الجوزي، كما نقله عنه ابن دحية: الحافظ ابن حجر في ((الزهر النضر)): (ص / ٨٠)، ونقله عن ابن الجوزي: ابن القيم في ((المنار المنيف)): (ص / ٦٩، ٧٦). والله سبحانه يقول: ؟ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ؟. وقال النَّبِيُّ - ﷺ - في آخر عمره: ((أَرأَيتكم ليلتكم هذه فإِن على رأَس مائة سنة لا يبقى على وجه الأَرض ممن هو عليها اليوم أَحد)) متفق عليه.
يبقى بعد هذا السؤال المهم الذي لا يستطيع الانفصال عنه إِلا بما يخدش حاله: لماذا لم يسق كلام شيخ الإِسلام وهو أَمامه في ((الفتاوى)) وفهرسها: (٣٧ / ٤٩٤) كاشف عنه؟