وهذه الردود من علماء أَهل السنة لا يراد بها تعرية الرجل وكشفه بأَنه خَلْفِي صوفي، يغتلم في التعصب المذهبي فهو أَهون من أَن يلتفت إِليه لكنه لما حث الخطى بميادينه الثلاثة المذكورة التي يحسن الركض فيها، انبرى لصنيعه أَهل السنة دفاعاً عن كتاب الله تعالى، وصيانة لسنة نبيه - ﷺ - من عبث المتعالمين، وتأْويل الجاهلين، موضحين ذلك في قالبين:
الأَول: أَنه استجر تفسيري ابن جرير، وابن كثير في اختصاره لهما، لكنه شرق بمنهجهما السلفي في عقيدة التوحيد فأَفرز مختصريه، وابن جرير، وابن كثير، بريئان مما يخالف تفسيرهما.
الثاني: ((صفوة التفاسير)) اسم فيه تغرير وتلبيس، فأَنى له صفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن، إِذ مزج بين تفسيري ابن جرير، وابن كثير السلفيين، وتفسير الزمخشري المعتزلي، والرضي الرافضي، والطبرسي الرافضي، والرازي الأَشعري، والصاوي الأَشعري القبوري المتعصب، وغيرهم لا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسور هذا الصرح بلا سلم. وإِلا فإِن أَهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة: مسلك السلف، وضوابط التفسير، وسَنَن لسان العرب. وفي ضوء هذين القالبين يعطون التقويم الشرعي لما كَتَبَ وخلاصته: فقد الاعتبار بها.
فلا يغرنك صفو أَنت شاربه ** فربما كان بالتكدير ممتزجا