المبحث الثاني : زعم عدم حفظه (النص القرآني)
المطلب الأول : شبهة أنه ليس هو القرآن الذي أنزل:
جاء في دائرة المعارف الإسلامية(٦١٥): ( الوحي الذي كان الرسول( يتلقاه ليس هو القرآن الذي نقرؤه الآن، ذلك أن هذا الوحي قد أعيدت صياغته بحيث أخذ الشكل الحالي)(٦١٦)، ثم ذكر الدليل على ذلك وهو أنه (لا يمكن التوفيق بين فكرة وجود أصل للقرآن محفوظ في السماء وما وقع في القرآن من نسخ)(٦١٧).
ويقول صاحب كتاب الوحي الجديد :( إنه من المستحيل أن يكون القرآن الحالي حاويا لجميع ما أنزل، بل إنه من المؤكد تاريخيا أنه قد ذهب جانب ليس بالقليل، ومن المستحيل إقامة البرهان على أنه طِبْقَ ما نطقت به شفتا محمد تماما، بل إنه في آيات عديدة منه اختلافات مدهشة، ولا يعرف إلا الله ما هو النص الصحيح)(٦١٨).
ويقول :( إننا نعلم تماما بشهادة زيد بن ثابت، التي لا ريب فيها أنه لم تدون جميع السور والآيات التي سمعت من فم محمد، بل إن كثيرا منها حفظ في صدور الناس، ومرت سنون عديدة قبل أن يؤمر زيد بتدوينها، نقلا عن ذاكرة أولئك القراء، فكيف تأمن على الحقيقة من ذاكرتهم ؟) (٦١٩).
--------------------------------------------------------------------------------
(٦١٥) أصدر المستشرقون هذا الكتاب منذ بضع عشرات من الأعوام بعدة لغات -الإنجليزية والفرنسية والألمانية- كموسوعة كاملة عن الإسلام دينا وتاريخا وحضارة وآدابا وعلوما واقتصادا وسياسة وأعلاما، وهي تقع في أربعة مجلدات ضخام، وبعد صدورها بفترة بدا لهم أن ينتزعوا من بين موادها المواد الخاصة بالدين وعلومه وأعلامه، ثم أصدروا ذلك في مجلد واحد بعنوان (مختصر دائرة المعارف الإسلامية)، وفي هذا المجلد يجد القارئ خلاصة الفكر الاستشراقي فيما يخص ديننا ورجاله. انظر : دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية، أضاليل وأباطيل للدكتور إبراهيم عوض،(ص: ٥)مكتبة البلد الأمين، القاهرة، الطبعة الأولى ١٩٩٨، ومن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بحث بعنوان (دراسة لتصحيح الأخطاء الواردة في الموسوعة الإسلامية )، وللدكتور فضل حسن عباس رسالة بعنوان (قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ؛نقد مطاعن ورد شبهات)، دار البشير، الأردن، الطبعة الثانية١٩٨٩.
(٦١٦) دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية، لإبراهيم عوض (ص: ٧).
(٦١٧ ) المرجع السابق (ص: ٩).
(٦١٨) الوحي الجديد (ص: ٤٤)، نقلا عن كتاب مناقشات وردود، لمحمد فريد وجدي (ص: ٣٧٠). وواضح من اسم الكتاب(الوحي الجديد) أنه ينكر وجود الوحي القديم.
(٦١٩) المرجع السابق ص: ٣٧١.


الصفحة التالية
Icon