وهذا جواب جدل يتضمن فساد ما تمسكوا به من الشُّبَهِ المذكورة؛ لأنهم قالوا إنه مسحورٌ والمسحور مبلبل الفكر ذاهب الرأي فكيف يكون معه ملكٌ أو يلقى إليه كنزٌ، ثم جاءَ الجواب الآخر: (وما أرسلْنا قبلكَ مِنَ المرسلينَ إلاَّ إنَّهم ليأكلونَ الطعام ويمشونَ في الأسواق) فأما ما اقترحوه من الآيات في هذا الموضع وفي غيره فالجواب عنه مذكور في عدة مواضع، منها قوله تعالى: (وما مَنَعَنَا أنْ نرسِلَ بالآياتِ إلاَّ أنْ كَذَّبَ بها الأولونَ) وقال في موضع آخر: (وقالوا لولا أُنْزِلَ عليهِ مَلَكٌ ولو أنزلْنَا مَلَكَاً لقُضِيَ الأمرُ ثم لا يُنْظَرَونَ) ومثله قوله تعالى: (ولما وقعَ عليهمُ الرِّجْزُ قالوا يا مُوسى ادعُ لنا ربَّكَ بما عَهِدَ عندَكَ لئنْ كشفتَ عَنَّا الرجزَ لنؤمننّ لك ولنرسلنَّ معكَ بني إسرائيل. فلما كشفْنَا عنهُم الرجزَ إلى أجلٍ هم بالغوهُ إذا هم ينكُثُونَ. فانتقمْنَا منهمْ فأغرقْنَاهم في اليمِّ بأنَّهم كذَّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلينَ).
والفرق بين الآيات الداله على صدق الرسل عليهم