وأنفع القصص لقوله تعالى :( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ( وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق(١)
* * *
أنواع القصص في القرآن:
والقصص في القرآن ثلاثة أنواع :
النوع الأول : قصص الأنبياء، وقد تضمن دعوتهم إلى قومهم، والمعجزات التي أيدهم الله بها، وموقف المعاندين منهم، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين. كقصة نوح، وإبراهيم، وموسى، وهارون، وعيسى، ومحمد، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
النوع الثاني : قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة، وأشخاص لم تثبت ثبوتهم، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. وطالوت وجالوت، وابني آدم، وأهل الكهف، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب السبت، ومريم، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الفيل ونحوهم.
النوع الثالث : قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله ( كغزوة بدر واُحد في سورة آل عمران، وغزوة حنين وتبوك في التوبة، وغزوة الأحزاب في سورة الأحزاب، والهجرة، والإسراء، ونحو ذلك.
* * *
فوائد قصص القرآن:
وللقصص القرآني فوائد نجمل أهمها فيما يأتي :
١- إيضاح أسس الدعوة إلى الله، وبيان أصول الشرائع التي يبعث بها كل نبي :( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ( [الأنبياء : ٢٥].
٢- تثبيت قلب رسول الله ﷺ وقلوب الأمة المحمدية على دين الله وتقوية ثقة المؤمنين بنصرة الحق وجندة، وخذلان البطل وأهله: ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ( [هود: ١٢].
٣- تصديق الأنبياء السابقين وإحياء ذكراهم وتخليد آثارهم.
٤- إظهار صدق محمد ﷺ في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال.