ولكن المشكلة العصيبة تحول الهزائم العسكرية إلى هزائم ثقافية، وذهول المسلمين عن تراثهم النقى لهيمنة الدخل العلمى والغش الفقهى على عقولهم وسلوكهم، فهم عندما يقدمون فكرهم للناس، أو عندما يلوذون به محتمين من الغزو الحضارى القوى يتحصنون وراء أوهام. فالحكم فردى مستبد! والمال دولة بين الأغنياء! والنشاط العمرانى مهجور موحش! والمرأة رهينة محبسها العتيد فلا علم ولا إصلاح! والفقه وراء جدران بعض العبادات الشخصية، والدعوة الإسلامية ميتة فى مجال العرض الإنسانى الحر، وميتة فى مجال الدفاع العسكرى القوى لأن حملتها فقدوا القدرة على الحياة.. والعاجز فى ميدان الحياة لا يستطيع مساندة عقيدة بل لا يظفر بكرامته الشخصية، ولا يشيع بنظرة احترام...!! نظرت فى أحوال المسلمين أواخر مقامهم بالأندلس، فحكمت بأن طردهم من هذه البلاد كان قضاء عادلا، وسنة حضارية لا محيص منها..!! وماذا بعد أن تشيع بينهم موبقات تأتى على الأخضر واليابس، ولا تقيم لهم عند الله حجة؟ قرأت هذه العناوين فى أحد كتب الأدب: غرناطة والخمرة! غرناطة ومجالس الطرب. الشذوذ الجنسى! ا لربط والشعوذة. يقول شاعرهم فض الله فاه: دع عنك قول عواذل ووشاة وأدر كئوسك يا أخا اللذات واخلع عذارك لاهيا فى شربها واقطع زمانك بين هاك، وهات خذها إليك بكف ساقٍ أغيد لين المعاطف فاتر الحركات ويقول الكتاب الذى بين يدى " لقد سجلت لنا المراجع الغرناطية كثيرا من مظاهر السكر والعربدة، ولم تقتصر الأحفال! الآثمة على مناسبات خاصة، بل كان الغرناطيون يبحثون عن اللذة فى أعياد المسلمين والنصارى على حد سواء... ". أمن أجل ذلك جاء الله بالعرب إلى أسبانيا؟ يقول المؤلف: إن السلاطين اهتموا بتلك الأحفال الماجنة، وخصصوا لها دارات ص _١١١


الصفحة التالية
Icon