فى متنزهاتهم وقصورهم، وكانت الطبقة النبيلة الموالية لهم من الوزراء والقادة والقضاة قد سلكت نهجهم، وبنت لها مساكن قبالة الحمراء؟ نظرا لحسن الموقع وطيب الهواء! وتحدث المؤلف فى فصل كالح عن الشذوذ واللوطية والغزل بالمذكر… إلى غير ذلك من الوساخات! أفتظن ذلك يمر دون عقوبة؟ وأين نذهب بقوله تعالى: (إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون) [يونس : ٨١ ـ ٨٢]. لقد ضاع الأندلس، وطرد العرب منه شر طردة، وما كان ينتظر من قدر الله غير ذلك! على أن ذلك كله بعض الثمار المريرة لأغلاط كبيرة، شملت مساحة مؤسفة من التاريخ، وقد قلت: إن هذه الأغلاط كانت أشبه بالقذى فى تيار كاسح، فشعب الإسلام السبعون مضت بالحياة الإنسانية تجددها وتسددها، وإذا كانت بعض الشعب الإدارية والسياسية قد نال منها العطب، فقد قامت بقية الشعب بتخفيض الأضرار، وتزويد المركبة بالقوة التى تستأنف بها السير، ولكن إلى متى؟ وفى أى الأحوال؟ عندما أنظر إلى تاريخ الإمامة العظمى فأرى عناصر محدودة قد احتكرت المنصب الضخم بضعة عشر قرنا فماذا أقول؟ إن الإسلام لم يسقط القياصرة والأكاسرة والفراعنة ليقوم باسمه حاكم، يتسمى بالخليفة، وهو فرعون مقنع، إن الخلافة وليدة بيعة حرة أو اختيار سليم، ولم تكن- فى دين الله- انحدارا من دم معين أو سلالة لرجل محظوظ.. حتى ولو فقدوا مؤهلات القيادة الصحيحة!! وأعترف بأن عددا من ملوك الإسلام أسدى إلى دين الله خدمات جليلة، وعاش صوافا قواما، يحكم بالعدل، وينصح للأمة، ويؤثر الآخرة، ويجاهد فى سبيل الله إلى آخر رمق.. " وأعترف كذلك بأن كثرتهم تؤمن بالإسلام، وتستمد وجودها فى مناصبها من إعلان العمل له، والحكم به، وإذا كانت قد وصلت إلى الحكم بوسيلة باطلة، فإنها سوغت بقاءها بتبنى غايات الدين، وإظهار شعائره. إنها لم تترك الإسلام، بل صالحت بين حقائقه وشهواتها على نحو ما، لكن هذا ص _١١٢


الصفحة التالية
Icon