أحيانا أنظر إلى شعب الإيمان الكثيرة كما ينظر ابن الرومى إلى أولاده عندما قال: وأولادنا مثل المشاعر أيها فقدناه كان الفاجع البين الفقد! هل السمع بعد العين يغنى مكانها أو العين بعد السمع تهدى كما يهدى؟ وفى صحوتنا الإسلامية المعاصرة أذكر قصة أمتنا مع رسالتها على كر العصور حتى نأخذ العبر ونحسن المسير... ص _١٢٥
المحور الرابع البعث والجزاء عندما خلق الله أبناء آدم لم يدعهم يعيشون فى الأرض عدد سنين ثم يفنون، وتبقى لهم ذكرى أو لا تبقى! كلا، إنه أوجدهم ليخلدوا والموت الذى يعترض ميادين على ظهر الأرض هو رقدة مؤقتة أو نقطة فاصلة بين مرحلتين من الوجود، كانت الأولى للغرس والأخرى للحصاد. وخلال لغوب الأحياء فى ميادين الحياة، وسكون الموتى تحت صفائح القبور، يقع حادث كونى واسع المدى، وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون * قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون) [يس : ص ـ ٥٣]. أما الذين أحسنوا الغراس، واستعدوا للقاء الله فإنهم يقولون: (أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم) [الصافات : ٥٨ ـ ٦٠] وأما الذين ظنوا العيش بين المهد واللحد، هو الوجود الأول والأخير، وجحدوا ما بعده، فلهم شأن آخر: (وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير * إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور * تكاد تميز من الغيظ) [الملك: ٦ - ٨] وفى ذلك يقول أبو العلاء المعرى: ص _١٢٦


الصفحة التالية
Icon