به من يشاء و من يضلل الله فما له من هاد ) ص _٠١٩
والآية تشير إلى أن القرآن لا يحتوى على مباحث نظرية مجردة، أو قضايا من اختلاق الترف العقلى، كلا. هذا الكتاب يعرف الناس بربهم، على أساس من إثارة العقل، وتعميق النظر، ثم يحول هذه المعرفة! إلى مهابة لله، ويقظة فى الضمير، ووجل من التقصير، واستعداد للحساب. هناك أفكار أرضية تبدئ وتعيد فى نطاق الحمأ المسنون أما القرآن فهو يدع الناس يمشون فى الأرض بعد أن يجعل رءوسهم فى السماء. ص _٠٢١
المحور الاول الله الواحد ذلك المحور الأول من المحاور التى دارت عليها سور القرآن الكريم... كان الناس قديما يعرفون الألوهية معرفة ناقصة أو مشوهة، فكانوا يضمون إلى عبادة الله " عبادة آلهة أخرى، من صنع أنفسهم، وكان تعصبهم لهذه الآلهة المختلفة شديدا، وربما كان حظها من الإقبال والخشية أكثر من حظ إله الحق! وعندما جاء الرسل يفردون الله بالعبودية، ويخاصمون الاتجاه إلى الوثنية، قوبلوا بحرب شعواء. وتدبر ما قال قوم هود له: (قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) وهكذا فعلت سائر الأم مع أنبيائها. وإلى جانب الشرك بالله وجدت فئات تنكر الألوهية من الأساس! وتظن أن الحياة بدأت من الصفر، وتنطلق كيفما اتفق، وتتوارث الأجيال الظهور والخفاء، دون حكمة أو هدف... كان هؤلاء قلة إلى جانب المشركين الأقدمين، ولكنهم فى العصر الحاضر، كثروا كثرة شديدة، وتعاونت ظروف شتى على دعم جانبهم، حتى ليكاد زمام العالم يقع فى أيديهم! ص _٠٢٢