ولسان حالهم فى شرق العالم وغربه ( إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ). وبديه أنهم ينكرون الوحى، فمن أين يجئ؟ وتعليقهم على كل من يحمله: ( إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ). وأرى أن هؤلاء الملاحدة نبتوا فى ظل الديانات الأرضية المخرفة، أو فى ظل الديانات السماوية المحرفة، وقد لحظوا الجانب المظلم فى هذه الديانات كلها، ولم يرزقوا معرفة الحق من منابعه النقية، ولم يكن لهم من أنفسهم نور يمشون به، فآثروا الكفر الغليظ والتعطيل التام.. وقد وجدت من هؤلاء رؤساء لحكومات صليبية وصهيونية ووثنية وشيوعية... ، ولاتزال عدواهم تمتد، ولا علاج إلا إذا عرف الإسلام، وشاعت حقائقه... ماذا كان موقف القرآن بإزاء هؤلاء وأولئك؟ إن حديث القرآن الكريم عن الله يمزج بين أمرين: الأول: فقر العالم إلى الله وقيامه به واستمداده الوجود منه، أى أنه من المستحيل أن يتخلق من غير خالق، أو ينتظم من غير منظم! والثانى: أن هذا الخالق المدبر واحد لا شريك له، ليس له ند أو ضد، كل شىء هالك إلا وجهه! كل شىء من إنس، أو جن، أو ملك عبد قن له وحده، يستوى فى هذه العبودية، حيوان مستخف تحت التراب، أو ملك ساجد تحت العرش :(له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ). إن فالق الحب والنوى فى الحقول والحدائق، ومنشئ الثمرات اليانعات والنخيل الباسقات هو هو فالق الإصباح، وناشر نوره العريض فى آفاق السموات والأرض، ودافع الكواكب تلتف حول نفسها، أو تنطلق فى فضائها، من غير وقود تستهلكه، أو جناح تسعى به! وقد حاول فرعون ـ وهو حاكم أعمى البصيرة ـ أن يسأل موسى عن كنه الله! فكان ص _٠٢٣


الصفحة التالية
Icon