الكريم فى المرأة الحامل المتهمة: " إن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج السايتين، فهو لشريك بن سحماء الذى رميت به..! ". انظر: كيف انتقلت الصفات الجسدية من الأب للابن عن طريق الحيوانات المنوية، وكما تنتقل هذه تنتقل الصفات العقلية والخلقية! هل فى الخصيتين مصانع عالمية تديرها عصابة من العباقرة تصنع ذلك؟ لا شىء هنالك، إن هذه الغدد تأخذ مادتها من الدم، والدم يجىء من الغذاء، والغذاء يجىء من الطين! والمشرف أولا وآخرا على هذه الأطوار هو الله (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون) [السجدة : ٧ـ٩]. والمدهش أن الإنسان يتخلق من حيوان منوى واحد فقط والبقية الأخرى من المائتى مليون تذهب إلى دورات المياه! كأن الله يقول للإنسان المتكبر: إن إيجادك، وإيجاد مليارات مثلك لا يكلف شيئا. قلت لامرئ أحمق يزعم أنه يشتغل بالفلسفة: من صنع البويضة فى رحم أمك؟ ومن صنع الحيوان المنى الذى اخترقها واستقر فيها؟ إن كلا من أبويك لا يدرى شيئا! وتجيء أنت تصطنع الإلحاد؟ (ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون)!!. الدليل الثالث: إن الأرض التى نحيا فوقها حافلة بالروائع، فأنت واجد بها جنات معروشات وغير معروشات، وحقولا وغابات، وأنواعا من الثمار لا حصر لها بين حبوب وفواكه وموالح وزيوت وأنسجة، وألوانا من الأزهار المختلفة الريح و الصبغة.. الخ. من منشئ ذلك كله؟ إن الفلاح يشق الأرض ويلقى البذر ولا يدرى شيئا بعد إنه يشهد ما تصنع القدرة العليا، ويستقبل هدايا الله وهو مستسلم! أما يدفع شىء من هذا إلى معرفة المنشئ المبدع؟ أما يبعث ذلك إلى إدراك قصة الحياة والموت؟ ص _١٥٣


الصفحة التالية
Icon