وليس هناك نظام أرضى أو سماوى اهتم كل هذا الاهتمام بجمال الجسم وطهارته! وكان نقاء المسلمين البدنى شارة تميزوا بها بين الشعوب الأخرى. وفى الحديث أن الرسول ـ ﷺ ـ أتى المقابر فقال: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون! وددت أنا قد رأينا إخواننا! قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابى! وإخواننا الذين لم يأتوا بعد!، قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرايت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهرى خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من آثار الوضوء! وأنا فرطهم على الحوض "! وجرت العادة أن ينظف المرء نفسه، وأن يصلح هيئته عندما يخرج على الناس، كأنما يكره أن يراه الناس على غير ما يشتهى! وهذا شعور حسن! وأحسن منه أن يحرص على استكمال طهارته ووجاهته، خاليا أو مع الناس، نائما أو يقظان، لا لشيء إلا أنه ينبغى أن يكون جميلا، وأن يراه الله فى أشرف صورة فإن الله جميل يحب الجمال..! وتدبر هذه ا لأحاديث، عن ابن عباس أن رسول الله ـ ﷺ ـ قال: " طهروا هذه الأجساد، طهركم الله تعالى! فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه فى شعاره ملك لا يتقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا". وعن معاذ بن جبل عن النبى ـ ﷺ ـ قال: " ما من مسلم يبيت طاهرا فيتعار من الليل- يستيقظ- فيسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه ". إن المسلمين نماذج رائقة للطهر والجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم، فأين أجسامنا وطرقنا وقرانا ومدننا من هذه التعاليم الوضيئة ؟ على أن جمال الظاهر لا يغنى فتيلا عن جمال الباطن، والبيت الحسن الطلاء لا قيمة له إذا كان رديء المرافق بالى الجدران تسرح فيه العناكيب والهوام.. ص _١٧٠


الصفحة التالية
Icon