لماذا يتناسى الناس آثار القدرة العليا، وصنع الله الذى أتقن كل شىء؟ إننى أحتقر الإلحاد من أعماق قلبى، ولا أزال أراه مرضا لا فكرا.. هل الفكر أن أقول: صنعت الأرحام ما استودعت من أجنة؟ وما أخرجته من بنين وبنات؟ هل الفكر أن أقول: صنعت التربة ما على سطحها من زروع وزهور وحبوب وفواكه؟ أى فكر هذا؟ (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل * له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون * قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ). ويستطيع القارئ ـ حين يتدبر حديث القرآن عن الله ـ أن يلمس براهين الوجود الأعلى مع إغفال مقصود لمنكرى هذا الوجود... على أن فكرا آخر سيطر على أغلب الناس، وزاغ بهم عن الصراط، أساسه أن الله حق، ولكن معه شركاء، يسمون هم الآخرين آلهة!! والذريعة التى زينت هذا العبث أن تلك الآلهة وسطاء وشفعاء عند الإله الكبير، فلا ارتباط به إلا عن طريقهم! وقد أوضح القرآن الكريم أن هذه الآلهة المزعومة أسماء ليست لها مسميات، وأوهام ليست تحتها حقائق، وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.. وإن ذبابة محقورة، تقهر هذه الآلهة المنتحلة..! وإن الاستناد إليها، استناد إلى فراغ (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ). والغريب أن البشر، تعلقوا بهذه الآلهة المكذوبة، أكثر مما تعلقوا بالله نفسه، وجعلوا لها نصيب الأسد فى كل ما يتقدمون به من قرابين (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون ). ص _٠٢٥


الصفحة التالية
Icon