والإشراك الشائع اليوم فى أرجاء الأرض، يحتاج إلى نظر. فـ " بوذا " فيلسوف قديم، ينبع فكره من الأرض ولم يؤثر عنه أنه نظر إلى السماء وقد عده أتباعه إلها!! وتوجد أوثان فى الهند والصين، لها مزارات مقدسة، وتنسب لها صفات الألوهية، ويتقرب إليها بأعمال، بعضها شائن، وبعضها تافه... وسبل الضلال كثيرة، وقد أعلن الإسلام عليها كلها حربا شعواء، واستثار العقل الإنسانى للصد عنها والكفر بها (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ) وهذه الوثنيات، تترنح اليوم، تحت ضربات الشيوعية، وينتقل أصحابها من الشرك إلى الإلحاد، أى من ظلمة إلى ظلمة.. إن رسالة التوحيد لم تبلغهم! من شرحها لهم؟ ولو بلغتهم نظريا، فليس هناك من عناصر الرغبة ما يغرى بها، ولا من عناصر الرهبة ما يدفع عنها، إذ والمسلمون دون مستوى قرآنهم بمراحل!! ولعلهم بسياستهم الداخلية والخارجية، يصدون عن سبيل الله!! أما العقائد النصرانية، فلابد من إلقاء ضوء عليها؟ يكشف ماهيتها... إن عيسى بن مريم إنسان صالح كلف يوم بعث بهداية الناس إلى الله الواحد، وجبريل أمين الوحى أو الروح القدس ملك صالح مهمته نقل الوحى إلى المختارين من البشر.. ولم يفكر عيسى يوما فى أن يكون إلها ثانيا مع الله، كما لم يفكر جبريل أن يكون إلها ثالثا مع الله، كلاهما أعقل من هذه المجازفة المهلكة. قال تعالى: ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ). ص _٠٢٦