السماء خالطها من أركان الوثنية ما أزرى بها، وليت "قسطنطين " لم يتنصر، وليت الكهان الذين تابعوه بقوا أوفياء لدينهم الحق.. الأمر كما قيل: وهل أفسد الدين إلا الملو ك وأحبار سوء ورهبانها؟ فباعوا النفوس ولم يربحوا ولم يغل فى البيع أثمانها أ إن العرب الأولين، جعلوا لله بنات، ثم جاء الرومان، فجعلوا له ابنا، واحتالوا على إلصاقه به، (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ) وطبيعى أن يكون القرآن صارما فى نفى هذه الأقاويل صريحا فى نبذها، فالله أعلى وأجل من أن يكون له بنون أو بنات (ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ). والكذب على الناس جريمة، فكيف بالكذب على رب الناس؟ كيف بتضليل أجيال لا حصر لها عن الفرد الصمد؟ فلا يعجبهن أحد إذا اشتدت العبارات فى نفى الشركاء والأولاد، وعلا فى حروفها النكير. (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا). ولما كانت لجاجة النصارى لا تنتهى فى القول بأن لله ابنا... ولما كان هتافهم لا ينقطع للرب يسوع المسيح، فإن القرآن أعلن أن عيسى واحد من الخلق، مرهون فى حاضره ومستقبله بالمشيئة الإلهية، والناس جميعا فى قبضة الواحد القهار، ولا يفلتون من مشيئته أبدا... (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير ). ص _٠٢٨