وكلمة "يخلق ما يشاء" تشير إلى قضية خلق عيسى من غير أب، وأن هذا النوع من التخلق لا يمنح ألوهية، ولا يرفع أحدا عن مستوى البشرية!! ونفى البنوة لله جزء من إثبات الغنى المطلق لله الواحد القهار، فما عداه فقير إليه لا يقوم إلا به، أما الله سبحانه، فهو مستغن بذاته عما عداه. وهذا معنى الآيات (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون * قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ). التوحيد قانون الوجود ونظام الحياة... ليس لشيء فى الأرض أو السماء وجود من ذاته، إننا نشبه المصابيح الكهربائية التى لا تضئ من ذاتها، وإنما تضئ بتيار يسرى فى الأسلاك إليها، فإذا انقطع هذا المدد الخارجى أظلمت. أو نحن كالمحركات التى تدير شتى الآلات والأجهزة بطاقة مجلوبة إليها، فإذا انقطعت الطاقة سكنت الآلات وتعطلت الأجهزة... إننا ـ نحن البشر ـ كسائر المخلوقات وجدنا بإيجاد الله وبقينا بإمداد الله، ولولا الله لكنا أصفارا، ولما برزنا من العدم! (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ). عندما ترعد السماء وتبرق، فباسم الله امتلأت بالسحب، وباسمه ينهمر المطر، وباسمه يجئ الربيع بعد الشتاء (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال * ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ). ليس لبشر أو ملك دخل فى الإحياء والإماتة، والإخصاب والإجداب، إلا بإذن الله. إن محمدا ولد من خمسة عشر قرنا، وولد عيسى من عشرين قرنا، وولد موسى من ص _٠٢٩


الصفحة التالية
Icon