والصراع بين المؤمنين والكافرين جزء من سنة الحياة. لقد خلق الله ناسا هم أهل للجنة، وخلق ناسا هم أهل للنار، والذين يدخلون الجنة يدخلونها برحمة الله وعفوه، والذين يدخلون النار يدخلونها بإصرارهم واختيارهم وحريتهم المطلقة. ولا حجة لأحد على الله- عز وجل. لقد أقيمت الحجة على الناس.. فى فطرتهم وفى آيات الله فى الكون. والأصل المعروف هو استغناء الله تعالى عن الخلق، وحاجة الخلق إليه (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد). ونحن نعرف أن عبادة العابدين لا تزيد فى ملكه سبحانه كما أن كفر الكافرين وإلحاد الملحدين لا ينقص من ملكه سبحانه شيئا. الدين فائدة للناس لا فائدة لله. واتباع الدين لخير الناس لا لخير أحد غيرهم، ومن هنا نرى المغفلين عادة يقفون فى المعسكر المعادى للدين. وقد وصف المغفلون بأن لهم أعينا لا يبصرون بها، وآذانا لا يسمعون بها، وقلوبا لا يفقهون بها. أيضا تمت مقارنتهم بالبهائم، وصرح النص القرآنى أن الأنعام أهدى منهم (أولئك كالأنعام بل هم أضل ). وقد كان الرسول يحزن لتكذيب الناس له، ويدهشه هذا الغلو فى العداء واللدد فى الخصومة، وأفهمه الله تبارك وتعالى أن الناس لا يكذبونه، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. والظالم مغفل كبير، إنه يشترى النار بإرادته واختياره، وليس بعد هذا التغفيل تغفيل. والظالم يكسب الدنيا ويخسر الآخرة، وهذا أيضا تغفيل عظيم.. ص _٠٤٣


الصفحة التالية
Icon