لأن الدنيا إذا قيست بالآخرة كانت أقل من جناح بعوضة. نسأل الله السلامة.. ". وهذا كلام صادق، حسن الوقع والثمر! وقد أثبتناه بين يدى كلام آخر لا يزيد أمتنا إلا سقاما، ذكره أحد الواعظين فى مجال تخويف الناس من الله حتى يدعوا الرذائل! كيف خوفهم به الله؟ قال: إننا مهما عملنا من خير لا نعرف مصايرنا، وقد نكون من أهل النار ونحن لا ندرى!! ثم ذكر أحاديث فى القدر لا تخدم إلا مبدأ الجبر، بل تجعل العصاة يمضون مع المنحدر إلى نهايته؟ لأنهم يحسون فقدان الإرادة التى تسيطر على الأمور! وأغلب المسلمين تساورهم هذه الظنون المجنونة، لأنهم فهموا أن المثوبة والعقوبة حظوظ عمياء، أو مصادفات ليست لها ضوابط... ونحن نتلو قوله تعالى: ( قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا )؟ ولكن الله القدير الحكيم العدل القائل :(كتب ربكم على نفسه الرحمة ) لا يخلق ناسا للنار لمجرد أنه يريد لهم العذاب فلنذكر طرفا من هذه الأحاديث... أحاديث فى القدر: لقد جاءت فى القدر أحاديث كثيرة، نرى أنها بحاجة إلى دراسة جادة، حتى يبرأ المسلمون من الهزائم النفسية والاجتماعية التى أصابتهم قديما وحديثا.. "روى أبو داود عن عبادة بن الصامت ـ رضى الله عنه ـ أنه قال لابنه عند الموت. يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإنى سمعت رسول الله ـ ﷺ ـ يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب! قال: يارب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شئ حتى يوم القيامة. يابنى إنى سمعت رسول الله يقول: من مات على غير هذا فليس منى" ! ص _٠٤٤


الصفحة التالية
Icon