وعقيدة التوحيد ليست مبدأ نظريا زانه الصدق فقط إنها منهج حياة واسعة. أعجبني من فقهائنا، ما حكوه أن النبى- عليه الصلاة والسلام- كان يصلى ركعتى الفجر بسورتى (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد). قالوا : الأولى: تحارب شرك العمل. والأخرى: تحارب شرك العقيدة... فى القرآن تنقية للعقائد والسلوك: إن القرآن الكريم كما نفى العقائد من لوثات الشرك تعهد السلوك الإنسانى بما يجعل التوحيد لبابه وغايته، ولن يكون السلوك صحيحا إذا كان الباطن سقيما..! إن كانت النفس أمة فلن تعرف الحرية فى سيرتها، ومن النفوس حرائر وإماء! وقد وسع القرآن الكريم دائرة التوحيد داخل النفس، كى ييأس كل إنسان من وجود شركاء يصنعون مستقبله بعيدا عن مراد الله :(أم من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور * أم من هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور ) التوحيد العملى هنا يجعل ثقة المرء فى ربه فينفض يديه من غيره وهو هادئ مستريح. والناس تذلهم الحاجة فيضرعون لمن يظنون قضاءها عنده، ولو صدق اعتقادهم لكان لهم سلوك آخر... ولأمر ما كان النبى ـ ﷺ ـ يقول فى أعقاب الصلوات " اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ". والجملة الأخيرة تفيد أن سعة الثروة، وسعة السلطة، وحظوظ الإنسان، من خيرات الدنيا والآخرة، هى اختبار له، وأن موقفه على الحالين من عسر ويسر، هو الذى يحدد مصيره عند الله، ورب كاسية فى الدنيا عارية فى الآخرة.. ص _٠٤٧


الصفحة التالية
Icon