وعلى المسلم أن يربط يأسه ورجاءه وحده، وفق هذا القانون القرآنى الجليل (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ). ويعمد القرآن الكريم إلى إصلاح البواطن بأضواء التوحيد، فإذا تمت استنارتها صلحت الظواهر واستقامت على الطريق، ورأينا المؤمن أسرع شئ إلى أداء ما يحب الله وأسرع شئ إلى ترك ما يكره.. يقول الله تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) ويقول رسوله: " إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ". نظام الصف فى الصلوات الخمس وفى الجهاد، يفرض على المسلم، أن يتحرك بروح الجماعة كلها، وأن ينسى نفسه، وهو يتعاون مع غيره على إعلاء كلمة الله، وعلى القيام بحق الله... والمقابل لهذا النظام المحكم هو سلوك القطيع! القطيع من الأنعام والأغنام، أو من الهمل والرعاع، الذين ينطلقون بروح الأثرة، أو لطلب الغنيمة، أو لطلب النجاة، فلا ترى فى حراكهم إلا حب الحياة ولو داسوا الآخرين فى الحصول عليها!! ترى ما الذى يسود العالم الإسلامى اليوم، نظام الصف الذى يمليه حب الله؟ أم سلوك القطيع الذى يمليه حب الدنيا وكراهية الموت... ؟ ويقول الله تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ). عندما أحس أن ربى يحب الإحسان، وأنه كتبه على كل شئ كما حدث نبيه الكريم، فإننى أرفض الفوضى، والتقصير، والعجز، ولا أباشر عملا دينيا أو دنيويا، إلا تركت عليه طابع الإجادة والجمال. إن الله الذى أعبده يكره التشويه، والعبث، والدمامة. إنه أحسن كل شئ خلقه... فلأكن فى هذه الحياة مثالا، لترتيب الأمور، وتنسيق الأوضاع، وإحكام العمل.. ص _٠٤٨


الصفحة التالية
Icon