الغريب أن الأمة الإسلامية التى تزعم الارتباط بالله، والرغبة إليه، نموذج عالمى، لنقص ما يجب إتمامه، وإخراج السلع دون مستواها المطلوب، وإدارة الأعمال بطريقة همجية مفزعة. والدواء قبل أن يكون فى تمرين الأيدي على الإتقان يكون بإضاءة السرائر من الداخل بحب الله وحب ما يحبه!! (والله يحب المحسنين ). ويقول الله تعالى: (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ). إنه تبارك اسمه يكره حب الظهور وحب الشهرة والإعجاب بالنفس والاستعلاء على الغير، وقد رأيت هذه الأدواء، تفتك بالأسر صغيرها وكبيرها، وتنهض عليها تقاليد الرياء والخيلاء، التى نشرت النفاق الاجتماعى، وبنت عليه ما لا يحصى من عادات وأحكام... وهذه العلل كلها تختفى مع الإخلاص، الذى يجعل المرء يؤثر أن يكون جنديا مجهولا، ومع التجرد الذى يجلو عن بصائرنا غشاوة الجاه المحبوب، والثراء المطلوب!! إن الرياء شرك، وقد رأيت الرياء هو العملة المتداولة فى أغلب الميادين، وما أكثر السادة والقادة الذين غاب عنهم وجه الله، ورأوا فى زحام الدنيا آلاف الوجوه الأخرى. وفى عصرنا هذا، هبطت تقاليد الرياء من الطبقات العليا، إلى سواد الجماهير، حتى ليكاد المرء يسأل: أنسى الناس ربهم؟ إن الإسلام أرسى التوحيد أولا فى القلوب، وجعله يمتد بعدئذ فى دروب الحياة دون عائق. ودور الشريعة بعد رسوخ العقيدة، صوغ القوالب التى يتم فيها العمل الصالح، وتحديد ما نزل من أمر ونهى وحلال وحرام، ولا قيام للشريعة، إلا على مهاد راسخ من الإيمان بالله الواحد...! والله سبحانه وتعالى هو الحاكم فى ملكوته الواسع، يحكم ما يريد، ويحكم من يريد، قوله الحق وحكمه العدل، وعلينا السمع والطاعة والتسليم. ص _٠٤٩


الصفحة التالية
Icon