والكافرون بالله المنكرون لوجوده، لا يعرفون له حكما، ولا يلتزمون من أمره بشيء! والمشركون به ـ أيا كان شركهم ـ يحتكمون إلى غيره، ويمضون فى الدنيا على هواهم. والجبهتان المسيطرتان على العالم الآن، تتواصيان بإهدار أحكام الله التى تقررت فى الرسالة الخاتمة، بلى إن بقايا أهل الكتاب من يهود ونصارى، تتناسى الشرائع التى لا تزال بين أيديهم، لم يمحها التحريف والإهمال... والعالم الآن يقر العلاقات الجنسية المحرمة، مادامت برضا الأطراف الآثمة! وكذلك أباح صنوف الربا، كما أباح أنواع الخمور، وألغى القصاص فى النفس وفى الأطراف.. ووضع قوانين كثيرة من عنده بدل الشرائع النازلة من عند الله... ويكاد يكون تحكيم الله فى عباده جريمة والنداء بذلك ضربا من المنكر!! وظاهر من القرآن الكريم أن الله وحده هو الحكم: (أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ….)؟ (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ). إن التوحيد كما أبنا نظام حياة، وللارتباط بالله الواحد آثار، تتناول الفرد والمجتمع والدولة، وكما نذهب إلى المسجد؛ كيما نسجد لله، نبنى المدرسة؛ لتعلم دينه، ونبنى المحكمة؛ لتقضى بما شرع، ونبنى الدولة؛ لتوجه أجهزتها، كل شئ وفق مراد الله.. وإشارة إلى الأدب النفسى، والأدب الاجتماعى والأدب العسكرى جاء فى السنة "لا تمس النار عينا بكت من خشية الله. ولا تمس النار عينا غضت عن محارم الله. ولا تمس النار عينا باتت تحرس فى سبيل الله ". إن هذه الأعمال الثلاثة انبجست من عين واحدة، من عقيدة التوحيد. هذه العقيدة ص _٠٥٠


الصفحة التالية
Icon