التى تطوى فى إطارها كل شئ وتتجه به إلى الله (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). تأملت فى قصة الرجل المغرور صاحب الجنتين، الذى أغراه ثراؤه بالتطاول والكفر! فخذله الله، ودمر جنتيه، وأمسى بعد الغنى هالكا، لا يجد أى شئ، وأخذ يصيح (ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا * ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ). سألت نفسى: بمن أشرك هذا الرجل مع الله؟ لم يسبق فى سرد القصة اسم صنم معبود، أو جبار يعتز الأغرار بالانتماء إليه..! وكان الجواب العاجل: لقد كانت نفسه صنمه، وإلهه هواه!! ليس من الضروري، أن يعتمد الشرك على صورة تنحت، أو رئيس يتفرعن.. يكفى أن يكون المرء فارغ القلب من الله، فارغ الرأس من الله، مليئا بشهواته وحدها، يذكر دنياه، ويجحد آخرته، ينطلق فى الدنيا انطلاق الوحش فى الغاب، ما يسمع إلا نداء غرائزه وحسب. إذا لم يكن هذا كفرا فما الكفر؟ إن كشوف العلم الحديث، ارتقت بالفكر الإنساني، وجعلته أذكى، من أن يسجد لحجر، أو خشب، فهل عرف ربه، وسجد له، وارتبط به. واستعد للقائه؟ كلا. وفى أطواء هذا الجهل، عادت جاهلية التفرقة العنصرية، وجاهلية استعباد أو استعمار القوى للضعاف، والغنى للفقراء. ولما كانت شعوب العالم الأول متمردة على الله، متقلبة بين الماركسية والصليبية، فإن القردة المقلدة فى شتى القارات ترنو هى الأخرى لإحدى الجبهتين! ولا إنقاذ إلا بيقظة إسلامية، تجعل التوحيد فلسفة حياة، وروح أمة ونموذج ارتقاء أدبى ومادى، لا شعارا أجوف، ولا دعوى تسئ إلى الحقيقة... ص _٠ ص


الصفحة التالية
Icon