بسم الله الرحمن الرحيم عندما يسأل المسلمون: هل لله وحى يهدى العالم القديم والجديد إلى الحقائق، ويخرج الناس كلهم من الظلمات إلى النور؟ فإن إجابتهم المفردة: نعم، هذا القرآن الكريم! الثقة فى هذا الكتاب وحده، الذى لم ترق إليه شبهة، والذى لم يختلط فيه الوحى الأعلى بفكر بشر، والذى جمع ما تفرق فى رسالات الأنبياء الأقدمين، فهو كتاب الأزل ولأبد، كتاب استوعب هدايات موسى وعيسى ومحمد، وتضمن من الوصايا ما يضبط سير البشر، ويستبقيهم على صراط مستقيم... ويدعم المسلمون إجابتهم تلك بدليلين: أحدهما: تاريخى نوجز عرضه. والآخر: موضوعى سوف نبسط الكلام فيه! يحكى التاريخ ـ دون شغب من خصم ـ أن محمدا عليه الصلاة والسلام أقام بالقرآن دولة سيطرت على جزيرة العرب كلها، وواجهت دولتى الروم والفرس، واستطاعت بعد سنوات معدودات أن تقوض سلطانهما، وأن تنفرد ـ بعد ـ بزمام الدنيا! بدأت هذه الدولة على عهد النبى نفسه، فكان القرآن يتلى فى رقعة تعادل نصف أوروبا، يتلى فى المساجد فى الخطب الأسبوعية، وفى الصلوات اليومية، وعلى ألسنة المتعبدين فى الصباح والمساء، والجيوش فى زحفها وفى راحتها. والدولة فى شئونها كلها، جعلت هذا القرآن دستورها، وأساس حكمها، وإذا كانت النقود متداولة معروفة مأنوسة، فإن آيات القرآن كانت كذلك متداولة معروفة مأنوسة. ربما وقع تزييف فى النقود، لا يلبث حتى يكتشف، لكن القرآن لم يحاول أحد تزييفه، ولو حاول لافتضح وهلك. ص _٠١٠