قوانين محكمة، تجلى فيها المجد الإلهى فى أبهى صورة (ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون). ولن يحسن معرفة الله، امرؤ يعمى عن سنن الحق، ولن يخدم رسالات الله جهول بهذه السنن، وإنه لمن المزعج أن يعيش سواد المؤمنين فى هذه السنين العجاف مسخرا فى الأرض، والمفروض أن الله سخر له ما فى السموات وما فى الأرض!! وقد لفتنا القرآن الكريم فى آيات كثيرة إلى عظمة الخالق فى كونه؟ كى نزداد به إيمانا وله إذعانا. تدبر قوله تعالى: ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ). يقول العلماء: إن أربعة أخماس الأرض مغمور بالماء، والأرض كرة كالقمر، وعندما نتصور أربعة أخماس السطح الدائرى مواراً بالماء، مستقرا فى الفضاء لا ينسكب عن يمين ولا شمال، مقوسا لا مستقيما كما نألف فى مقادير المياه المستعملة بين أيدينا، عندما نتصور ذلك نتساءل حتما: كيف يقع هذا ومن يمسكه؟؟ إن الله هو الذى أسكنه فى الأرض وكف أمواجه عن الانسياب هنا وهناك... ودورة المياه بين الأحياء جديرة بالنظر، فنحن نشرب، ودوابنا تشرب، وزروعنا تشرب، نشرب كلنا من الأنهار والينابيع التى جاء بها السحب الهامية القادمة من البحار الكبرى، ثم تذوى الأجسام والزروع، ويتسرب ما بها من ماء، عائدا من حيث جاء سالكا ألف فج؛ ليتكون مرة أخرى سحبا وأمطارا وينابيع وأنهارا، وهكذا دواليك تبقى الحياة مع قدر مضبوط من الماء لا يزيد ولا ينقص... وقد أشار القرآن إلى هذه الدورة المتجددة فى ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم * وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين * وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ). ولنتجاوز حديث الماء إلى حديث الظلال والأضواء! إننى عندما أسمع القرآن الكريم يتحدث فى هذا الموضوع، أشعر كأن الله سبحانه يعلم روعة ما صنع ـ ولله ص


الصفحة التالية
Icon