الحق لا ينتصر بالحماس الجاهل.. فمن فقد عدالة المبدأ وخبرة القدير المدرب فلا يلومن إلا نفسه.. وفى القرآن الكريم حديث عن آلاء الله المبذولة لسكان الأرض كلهم، فى مساكنهم ومآكلهم.. وحلهم وترحالهم! هى نعم يمرح فيها المؤمن والكافر ( ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ). وقد تأملت فى هذه الخيرات المشاعة فوجدت التأخر العلمى والمادى قد قلل حظوظ المسلمين منها وكأنما خلق الله الأرض لغيرهم!! نقرأ قوله تعالى: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين * والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ) هذا من على أبناء آدم كلهم، بما يسر الله لهم من خير، وأتاح لهم من تمكين، بيد أنى أنظر فأجد أنصبة المسلمين متضائلة من هذه النعم المبذولة، وأجد أيديهم مغلولة، أو مشلولة فى تصريف هذه القوى! فى شرق العالم الإسلامى وغربه، رأيت مدنا، وقصورا، وجسورا، وطرقا، ومحطات، ومطارات، شادها الأجانب ونحن ننظر! من الذى ينسج السرابيل التى تقى الحر والسرابيل التى تقى البأس؟ من الذى حول جلود الأنعام إلى حقائب وبيوت تصلح للسفر والإقامة؟ من الذى شاد المصانع الكبيرة لنسج الأصواف و الأوبار والأشجار، ونقلها بالبواخر الضخمة إلى شتى الأقطار؟ إننى دهش لأن آيات القرآن لا تجد من يعيها! إن دراسة الكون، نهج قرآنى واضح، لبناء الإيمان أولا، ولدعمه وحراسته ثانيا، ص _٠٦١


الصفحة التالية
Icon