سياحة فكرية الروحانية فى الإسلام : حقيقتها وآفاقها فى سياحة فكرية جادة، ألقيت نظرة سريعة على الكون الذى نحيا فيه، وعلاقة هذا الكون بالله الذى أنشأه من الصفر، وأبرزه من العدم. كانت النظرة تجمع بين المتقابلات البعيدة، وتتحير فيما توحى به من دلالات.. فى عالم المسافات والأرقام، نظرت إلى القمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، والشمس وتوابعها تسبح فى فضاء ملئ بالمجرات، مشحون بألوف من الأفلاك... إن أبعاد هذا الفضاء الرحب لما تكتشف، بيد أن هناك إجماعا علميا على أن هذا الكون ضخم ضخم، وأنه يتجاوز كل الظنون فى سعته ودقته! قلت: فما شأن خالقه؟ وما مدى عظمته؟ إننى لست أحمق حتى أتخيل الأرض إلها، وهى ذرة محدودة فى وجود مطلق، أو أتخيل ما فوقها إلها، وهو فى شروقه وغروبه محكوم بقدرة أعلى... وتذكرت قوله تعالى: ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ). إن ما علانا وما دوننا من ظلمة ونور، وحركة وسكون، يمضى إلى مداه بأمر الله لا يخرج عنه أبدا. ص _٠٦٣