وأولو الألباب يرفضون هذا المنطق، فدقة الجهاز تدل على عظمة صانعه، وروعة الملكوت تصرخ بإبداع صاحبه. وكل علم لا يقود إلى الله يجب وضعه فى قفص الاتهام، فكيف إذا كان هذا العلم حجابا دون رب العالمين؟؟ وكتابنا العظيم، يجعل النظر فى الكون دليل الإيمان، ومع سعة النظر وعمقه وصدقه، تكون معرفة الله، فالعارفون بالله يستمدون معرفتهم، من قراءة آيات الله فى الكون وفى الإنسان ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ). وشواهد ذلك فى القرآن كثيرة ولا مكان لإثباتها.. ارتباط الذكر والدعاء بمشاهد الخليقة فى الأرض والسماء: ولكننا ننظر إلى السنة الشريفة لنرى كيف يرتبط الذكر والدعاء، بمشاهد الخليقة فى الأرض والسماء، والليل والنهار. تدبر هذا الحديث الصحيح: كان النبى - ﷺ ـ إذا آوى إلى فراشه يقول: " اللهم رب السموات والأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شئ، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شئ، أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، اقض عنا الدين واغننا من الفقر" )!! وهاك دعاء آخر للنبى الذى لم يعرف التاريخ نظيرا له فى العبودية والتبتل وغمر المحاريب بالمشاعر النابضة، والأنفاس الطاهرة والأداء السهل المعجز..! " الحمد لله الذى كفانى وآوانى وأطعمنى وسقانى والذى من على فأفضل، والذى أعطانى فأجزل، الحمد لله على كل حال. ص _٠٦٥