والمحجوبون عن رؤية آيات الله فى الأنفس والآفاق نماذج رديئة للإسلام، وفتنة عنه ولو أطالوا القراءة وتحريك الشفاه! إن المتماوتين فى زحام الحياة، الخاملين فى معركتها الكبرى هم أشخاص مرضى، ولا يهب لهم نعمة الصحة، أن يكون لهم نسك أو تخشع.. العمى غير البصر، والظلمة غير النور، والظل غير الحر، والحياة غير الموت، كما قال تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور ). وإنه لعجيب أن ينتمى إلى الإسلام أناس، ليس لهم نور يمشون به، لا نور من عقل كشاف أو من يقين ملهم، كل ما يربطهم بالإسلام، قراءة لا فقه فيها، وعبادة لا عمل معها. البعيدون عن الإسلام غزوا الفضاء، ووضعوا أقدامهم على القمر، أما أولئك فهم صرعى القصور العقلى، والعجز الخلقى، والدعوى الفارغة، والرضا عن النفس!، واتهام الآخرين. هل الدعاية للإسلام تنجح مع شيوع هذه الحال؟ كلا فنحن نلهث وراء قليل من المعرفة وقليل من الأجهزة والسلع التى برع فى صنعها الآخرون.. واليد العليا خير من اليد السفلى، والمتخلفون حضاريا واقتصاديا، حين يمدون أيديهم للأخذ، لا يجوز لهم أن ينتظروا إعجاب الآخرين بهم، أو دخولهم فى دينهم! كيف ينبهر المتقدم بالمتخلف، ويتحول تابعا له؟ الروحانية المزعومة: هل السعى لجعل الأمة ترقى فى ميدان الصناعات المدنية والعسكرية يتم على حساب الصفاء الروحى وانتعاش عواطف الحب الإلهي؟ مستحيل؟ إن الذين يفهمون الروحانية على أنها لون من الخدر النفسى، والغيبوبة الفكرية، أناس لا يعرفون الإسلام، بل هم أعداء له. أولى منهم بالله وكتابه ناس يغتر أيديهم وجباههم تراب الحقول أو دخان المصانع أو ص _٠٧١