يقع فى آخر! وشعائره قد تبقى مرعية فى المساجد، أما شرائعه فمستبعدة فى ساحات شتى! والانتماء إلى الإسلام فردى لا جماعى، فإن الانتماء إلى الأرض أو إلى العرق يسود الحياة العامة، وليس يقبل الانتماء الدينى إلا داخل النطاق الوطنى أو الجنسى وعلى أنحاء محدودة.. والدعوة إلى الإسلام معطلة أو غامضة فى أرجاء العالم، ذلك أن الثقافة الإسلامية مغشوشة والسياسة الإسلامية معتلة! وقد تكون فى العقيدة بقايا حياة صالحة مغرية بالقبول، لكن العصر الذى نعيش فيه الآن يرفض الفصل بين الإيمان والنظام النابع منه، أو بين العقيدة وشبكة الحقوق الإنسانية التى ترتبط بها... ولما كان المسلمون شديدي التخلف فى المجال الحضارى، والدولى، فإن أحوالهم المزرية كان لابد أن توقف سير الرسالة، وأن تلقى عليها ظلالا سودا... من أجل ذلك أرى أن الروحانية الإسلامية فى الخلق والسلوك، تقترب من العدم، ولا يكاد العالم يعرف عنها شيئا مجديا.. فإن يك هذا أثر الإسلام بين سكان الأرض فما أثر اليهودية والنصرانية؟: الواقع أن البضعة عشر مليونا من اليهود الذين ينتشرون فى أوروبا وأمريكا ويخططون للعودة إلى فلسطين كانوا أنشط وأنجح من المليار مسلم فى نشر أفكارهم والتأثير فى الشعوب التى وجدوا بها.. والقلة العاملة أخطر دائما من الكثرة العاطلة ! ونتساءل: ما أصول الفكر اليهودى وواقعه العملى؟ وما آثاره فى صقل الطباع، ودعم الفضائل، وقبل أن نومئ إلى الجواب نذكر من له قلب بقضايا تاريخية من صلب العهد القديم.. فيعقوب سرق النبوة من أخيه الأكبر بطريق الغش والاحتيال، وعندما نال لقب إسرائيل، ناله بعد مصارعة لرب العالمين، فاز فيها بالنقط، كما يقال فى عالم الرياضة! والحياة التى تقوم على هذه المبادئ، تعنى أن البقاء للأدهى والأقوى، وأن الضياع للحق الساذج الضعيف... ص _٠٧٣