يحتلها، ولديهم إمكانات حسنة ص _٠٧٤
لإسداء الخدمات الصحية والثقافية والاجتماعية، وهى وسائل رقيقة، لاجتذاب الأفئدة، وغرس المذاهب والأديان. على أن العقائد أرضية كانت أو سماوية، لا تستطيع هزيمة العقل البشرى، ولا مغالبة الفطرة الصالحة إلى الأبد.. ومع تقدم الحضارة وسيطرة العلم، تراجع الفكر المخرف، وتحرر العالم من أوهام شتى، لكن رجال الدين ـ فى القارات المختلفة ـ لم ييأسوا، فالتحق أكثرهم بالحضارة الغالبة خادمين لا مخدومين... واستطاع الاستعمار والصهيونية تجنيد آلاف الكهنة لمآربه.. وعمل الحقد القديم عمله فى نفوس الأحبار والرهبان، فتركوا أقطار الغرب والشرق للعربدة الجنسية، والكفر الصراح، وانطلقوا إلى أرض الإسلام محاولين الإجهاز عليه، وتسليم بلاده لعبيد الحياة الدنيا... والمحنة التى لا نستطيع تجاهلها، أن الاستعمار حاد الذكاء، طافح الشهوة، بالغ الضغينة، وأن المسلمين جهلة بدينهم، عجزة عن التحليق فى جوه، خالو البال عما يبيت لهم. ومع انتصار الاستعمار الثقافى الماشى خلف الاستعمار السياسى، أو بين يديه فشت أغلاط وانحرافات تتصل بطبيعة الإيمان، ومعالم الصراط المستقيم، نريد أن نشرحها بشيء من البسط.. أغلاط وانحرافات: فالعالم الحديث لا يكترث للدار الآخرة، ولا يستعد لحسابها الثقيل، إنه مشغول بالأرض وحدها، مشدود إلى مغانمها، وإذا سمع أقوالا متناثرة عن الحياة الأبدية تجاوزها على عجل عائدا إلى ما يعنيه من كدح الحاضر وانتظار للأجر القريب... وقد أكد المرسلون كلهم أن الحياة الدنيا مقدمة وجيزة لكتاب طويل، وأن البشر الذين يحكمهم الزمن هنا، سوف ينتقلون إلى حياة أخرى، ينعدم فيها الزمن، كما ينعدم الوزن فى حياة رواد الفضاء الآن! فى الآخرة خلود لا نهاية له، وعلى البشر، لنا أن يهيئوا أنفسهم بالتزكية والتسامى؟ كى يرشحوا أنفسهم لهذا اللون الجديد من البقاء السرمدى. ص _٠٧٥


الصفحة التالية
Icon