كان المفروض ـ إذا ارتفعت صيحة من أنصارى إلى الله ـ أن يهب رجال الحق بما يصنعون من سلاح فيدافعوا العدوان ويكسروا الطغيان! أما أن ترى المؤمنين بين أعزل عاجز، وأحمق قاعد على حين انطلقت للكفر مدرعاته ونفاثاته، فهذه هى المعركة الكبرى والنكبة الجائحة للإيمان وأهله... لذلك قلنا: إن الدين هو الدنيا نفسها محكومة ببواعث الإيمان وأهدافه.. لكن المسلمين شاعت بينهم روحانية كاذبة، ينكرها كل متدبر للقرآن متأدب بأخلاقه! فمشت الجماهير ! هائمة فوق منابع النفط، ومناجم الحديد، والذهب، لا تدرى عنها شيئا، حتى جاء الخواجات ففجروا المنابع والمناجم، واستخرجوا أنعم الله من مكانها واستغلوا كل شئ فى تقوية مللهم ونحلهم، وأنفسهم وأولادهم. وعرى المسلمون بعضهم بعضا فقالوا: نحن غرباء فى الدنيا أصلاء فى الدين! وكذبوا، فقد كانت أعمالهم وأحوالهم فى غربة حقيقية عن كتاب الله وسنة رسوله وسيرة السلف العظام!! كانوا غرباء على الدين والدنيا جميعا.. الذى يستخرج الذهب ليذل به الزنوج كما يقع فى جنوب إفريقية ظالم، والذى يستخرجه ليصنع منه أساور فى معصمه أو سلسلة فى عنقه فاجر، والذى يستخرجه ليدعم به موازنته ويقوى به أوراقه المالية عاقل، والذى لا يحسن استخراجه جاهل، والذى يذهب إلى السوق ليشتريه حلية لأنثاه ومتعة لنفسه طائش!! والمسلمون من الصنفين الأخيرين، وقد جاء فى الحقبة الأخيرة من ناقش فى حل الذهب للإناث! ناسيا موقف الإسلام من القصة كلها، والأمر كله يدعو للابتسام المرير وهو مطرد فى أغلب معادن الأرض التى لا يحسن المسلمون استخراجها ولا تصنيعها ولا تنقطع حاجتهم إليها...! إن التخلف المهين الذى حل بالعالم الإسلامى، أغرى بعض أبنائه بالتطلع إلى ص _٠٨١


الصفحة التالية
Icon