الشيوعية أو العلمانية وجرأ طلاب الشهوات على المعالنة بإطلاق الغرائز وعبادة الحياة. وسوف يمضى أولئك جميعا فى طريقهم إذا ظل دعاة الإسلام صرعى ثقافات مغشوشة وروحانيات كاذبة... وإذا ظلوا مولعين بتقليد عصور الانحطاط السياسى والثقافى فى تاريخنا الطويل، وقافين عند قضايا جزئية، وأحكام مبتسرة وصور مشه... ص _٠٨٣
المحور الثالث القصص القرآنى هذا المحور هو أوسع المحاور القرآنية، وسنقف أولا عند ناحية محدودة منه: هل القصص التى رواها لنا القرآن الكريم، متشابهة فى سياقها وأحداثها وإفاداتها ؟ أعنى: هل هى لون من التكرار الذى يغنى قليله عن كثيره؟ والجواب: لا، لكل قصة فى موضعها إيراد مقصود، وأثر مغاير، يحتاج إليه السامع " لتكتمل به الحقيقة التاريخية والعناصر التربوية. وهذا كلام يحتاج إلى شرح واستدلال! ونحن نذهب إلى قصة آدم التى تكررت سبع مرات فى القرآن الكريم لنستخرج منها نماذج لما نقول.. وقد دفعنى إلى ذلك أن نفرا من جهلة المستشرقين زعم أن هذه القصص متناقضة، وأحسب أن دعواهم عن قصور عقلى لا عن عدوان متعمد.. وأذكر أن العقاد قال: إن الصور تختلف للمكان الواحد عندما يتم التقاطها من زوايا مختلفة، فصورة القاهرة من الجو، غير صورتها من المقطم، غير صورتها من النيل، غير صورتها من الأهرام! القاهرة هى القاهرة، وما يراد إبرازه هنا غير ما يراد إبرازه هناك... وعلى هذا الأساس نقرأ ما قاله القرآن عن آدم! لقد ذكرت قصته فى أول سورة نزلت بعد الهجرة، ومن الخطأ حسبان هذا الذكر أول ما جاء بشأن آدم، وإن كان أول ما ورد فى المصحف الشريف! ص _٠٨٤


الصفحة التالية
Icon