قال فى استغراب: لعلها تكؤن نهرا مت عدة أميال!! قلت: هذا النهر الموار بالدم السائل الحامل لألوف مؤلفة من الكرات الحمراء والبيضاء يتحرك داخل عروقى! وأنا واحد من خمسة آلاف مليون من البشر، يحيون على ظهر الأرض مثلى؟ وقد يتعرض بعضهم كما تعرضت أنا لهذا التجلط الواقع على امتداد أصبع فيتحرك الأطباء لعلاجه!! إن المشرف على تيارات الحياة فى عالم الإنسان، يقوم على عالم كبير جدا، فكيف إذا كان هذا العالم الرحب من العروق والدماء، جزءا تافها من أكوان، تزحم الفضاء، وتعمر الملكوت، تشرق وتغرب وتروح وتجئ، وتمضى بسكانها الذين لا نعرفهم، إلى غايات لا ندريها؟؟؟ ما أعظم الله وما أغبى الجاهلين به أو الجاحدين له! ( وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون ). ليت المسلمين استقوا عقائدهم تصورا وتصويرا من القرآن وحده! إذن لأراحوا واستراحوا. إن بعض هواة الجدل لم يتورعوا عن كثرة اللغط فى قضايا العقيدة، فضلوا وأضلوا، ويشبه هؤلاء فى الانحراف قوم غرتهم فلسفة اليونان وخيالاتهم النظرية، تحدثوا فى أصول الإيمان، فزادوا الطين بلة.. ولا عاصم من هذه المزالق كلها، إلا التزام المنهج القرآنى، والسير فى معالمه.. وقبل الدخول فى موضوعنا أذكر أن أحد الخلفاء نظر إلى أعرابى من الواقفين ببابه وسأله مستهينا به: أين ربك؟ وفوجئ الخليفة بالجواب يلطمه: بالمرصاد!! نعم إن ربك لبالمرصاد كما قال سبحانه وتعالى، وعقوبته ترقب العابثين والمستكبرين. أروى هذه القصة بعدما سمعت السؤال نفسه يوجهه شاب مغرور إلى أحد الناس يقول له بطيش: أين الله؟ ويبدو أن المسئول أخذ على غرة فتحير وسكت! ص _٠١٤