وما صُنع بهم، حتى يحسنوا الاستقامة، ويصونوا مستقبل العالم الذى ارتبط بقرآنهم... لكن المسلمين ـ خصوصا المعاصرين ـ لم يحسنوا الاعتبار.. والظلام الذى يهدد بنى آدم فى مختلف القارات يرجع إلى الخيانات الفادحة التى اقترفها المسلمون المفرطون نحو رسالتهم، والحجب التى نسجوها فوق تعاليم دينهم... إن انحطاط المسلمين ألحق بالحضارات الإنسانية خسائر جسيمة، وأتاح لعناصر الفوضى والتضليل أن تبلغ غايتها دون عوائق، وما أشك فى أن حساب المسلمين عسير على هذا المسلك. إنهم ـ لاسيما فى هذا العصر ـ لم يقلوا عن اليهود فى إطراحهم للوحى وتنازلهم عن قيمه، وطلبهم للمجد فى نزعات عرقية، وطلبهم للتسامى فى برامج علمانية ترفض تراث محمد - ﷺ ـ. القصص القرآنى أداة للتربية: وقد قص القرآن الكريم علينا أمم أخبار الماضين، وسواء كانت القصص مفردة أو مكررة، فهى فى السياق القرآنى أداة تربية، ومصدر توجيه ووعظ يدعم الفرد والجماعة... قصص القرآن قطع من الحياة الماضية، استرجعها الوحى الأعلى للتعليم والاعتبار.. فى المسجلات الكهربائية المتداولة أشعر أحيانا بضرورة لإعادة الشريط الذى سمعته فأرتب الأزرار من جديد، وأبدأ سماع ما كان.. لقد استطاع العلم استبقاء الصوت واستعادته.. والقرآن الكريم عندما يقص ينفخ الحياة فى القرون الهامدة فإذا هى حية تسعى، نسمع فيها ضجيج العراك بين المحقين والمبطلين، إن شريط الأحداث يتحرك ليعيد علينا مراحل مضت من تاريخ الدنيا.. نحن الآن نثير الأرض ونملأ اليوم الحاضر بما نشاء، هل يتلاشى ذلك كله بمرور ص _٠٩٠


الصفحة التالية
Icon